أهمية إجراءات وفريق السلامة والصحة المهنية في الوقاية من الحرائق بشركات الأدوية
تتسبب الحرائق في نهايات مأساوية للشركات والمؤسسات ، وبطبيعة الحال ولأن إجراءات السلامة والصحة المهنية تحتاج لميزانية ومتابعة مستمرة من دون عائد مادي ملحوظ فإن أصحاب القرار والادارة العليا ينظرون لإجراءات السلامة والصحة المهنية على أنها أقل في الأولويات من الكثير من الإجراءات والمتطلبات الأخرى ، وهذا الأمر ليس سرا ولا يخفى على أحد ولا ينطبق على قطاع معين ولكنه يعد حالة عامة وواقع ملموس في الاستثمارات المتنوعة ، وغالبا ما تكون نهاية الشركات أو المؤسسات المهملة لهذا الملف مأساوية جدا ، والمتابعين والمتخصصين لملف الحرائق بشكل عام يعرفون جيدا أن الحرائق لها سببين ، فهي إما لسبب فني أو بفعل فاعل ، والأسباب الفنية متعددة ولعل أشهرها الحرائق الناتجة عن الماس الكهربي ، أما الحريق بفعل فاعل ، فإن تفسيره الأشهر هو التستر على مشكلات الجرد و خاصة في المخازن وقبل أوقات الجرد السنوي ، ولكن تظل التحقيقات الجنائية وحدها هى الفيصل في هذا الأمر .
وفي قطاع الدواء الذي يعد قطاع إستراتيجي وحيوي ، فإنه يجب أن تكون الإدارات المسئولة عن إجراءات السلامة والصحة المهنية بشركات الأدوية إدارات قوية ومدعومة من مجالس إدارات الشركات أو أصحاب الشركات مباشرة ، كما نص قانون العمل والقرارات الوزارية المنفذة له ، ذلك لأن الأخطاء التى قد تحدث في هذه الملفات لا تؤثر على الاستثمارات فقط بل يمتد تأثيرها على الدولة وعلى المريض الذي يمكن أن يتسبب الحريق في زيادة معاناته في حال تأثرت مناطق الانتاج جراء هذه الحرائق .
الإدارة التنفيذية
يجب على الإدارة العليا في كل شركات الدواء ومؤسسات الرعاية الصحية أن تنظر إلى حجم وأهمية إدارة السلامة والصحة المهنية لديها ، ويجب أن تقوم بتقييم هذه الإدارات تقييم جاد وأن تضع لها ميزانية لا تقل أهمية عن ميزانية باقي الادارات ، ويجب على كل إدارة تنفيذية أن تبحث أولا عن وضع السلامة والصحة المهنية في الهيكل الإداري للشركات والمؤسسات وتصحح أي حيود في هذا الهيكل ، ثم تقوم بعد ذلك بمتابعة التقارير الصادرة عن إدارة السلامة والصحة المهنية وتقوم الادارة التنفيذية بدعم الخطط والاجراءات التى يجب تصحيحها
السلامة والصحة المهنية في الشركات ومؤسسات الرعاية الصحية
يجب أن يعلم العاملين في السلامة والصحة المهنية أن دورهم الأساسي هو وضع وتنفيذ نظام قوي يتحكم في المخاطر المحيطة ببيئة العمل وبالتبعية يمنع حدوث الحريق من الاساس ، ويجب أن لا يستسلم العاملين في السلامة والصحة المهنية للقيود والسلبيات التى قد تواجههم في طريق عملهم ، لأنهم مسئولون عن أرواح بشر ، ولا يجب أن تقابل هذه المسئولية بشئ من الاهمال أو الضعف أو التقصير
هيئة الدواء ودورها في هذا الملف
إجراءات السلامة والصحة المهنية أو إجراءات الحماية المدنية والبيئة هي دور جهات رقابية أخرى غير هيئة الدواء ولكن هيئة الدواء المصرية تقوم بمراجعة وتقييم مواصفات التصنيع الجيد المعروفة بال GMP داخل الشركات ، وتقوم برقابة صارمة في هذا الملف ، ومواصفات التصنيع الجيد تهتم بإجراءات السلامة والصحة المهنية . كالتأكيد على سلامة العاملين وبيئة العمل والحصول على الموافقات اللازمة لتأمين المنشآت من أخطار الحريق وغيرها من الإجراءات ، ولعل تلك المراجعات لها فضل كبير في أن تكون الخسائر في هذا الملف محدودة جدا في شركات الدواء مقارنة بباقي الصناعات الأخري .
و الحرائق قد يكون تأثيرها محدود جدا فيما يتعلق بنقص الأدوية ، حيث لم يصل تأثير الحريق لغلق مصنع أو توقفه عن العمل بشكل كامل وحتى حرائق مخازن الأدوية قد لا يكون لها تأثير ملحوظ على سوق الدواء بشكل عام ، ولكن الإجابة الدقيقة والوافية في هذا الملف تكون فقط لهيئة الدواء المصرية بإعتبارها الجهة الإدارية الوحيدة المنوط بها تقديم معلومات حول هذا الشأن.