مستقبل الدواء

الإدارة وعلاقتها بالإلتزام والتحفيز بقلم ” د . محمد البنداري “

التحفيز بالإلتزام - Motivational Discipline

التحفيز بالإلتزام – Motivational Discipline

كتب د . محمد البنداري  . Dr Mohamed ElBendary

الإلتزام و التحفيز هما وسيلتين مختلفتين يمكن لكليهما أن يساهما في تحقيق الأهداف و النجاح ، و لكن كلاً منها يعمل بطريقة مختلفة .

الإلتزام هو القدرة على التحكم في السلوك و التصرفات من أجل إستمرار التركيز على المهمة التي تريد تنفيذها من خلال تحديد أهداف واضحة تريد تحقيقها ، و بناء خطة جيدة تداوم على تنفيذها بإستمرار بشكل ملتزم .

الإلتزام يتطلب القدرة على التحكم بالنفس و الإرادة و القدرة على مقاومة التشتت و إغراءات الحياة بدون إلتزامات . إن الأمر يتعلق بخلق روتين يومي و عادات صحية ثابتة تساعد على زيادة انتاجيتك و تطورك كشخص .

و في المقابل نجد التحفيز هو الدافع الداخلي أو الخارجي الذي يدفعك للقيام بفعل ما أو الوصول لهدف معين . التحفيز هو الرغبة و الإصرار على القيام بشيء في حياتك له معنى و يمثل لك قيمة .

التحفيز من الممكن أن يأتي من مصادر مختلفة مثل القيم الشخصية و الدوافع الداخلية مثل الاستمتاع بحياتك أو الرضا عن النفس . و من الممكن أن يأتي من دوافع خارجية مثل كسب المال أو تقدير المحيطين بك . كما يمكن أن يحدث نتيجة الرغبة في الفوز بمنافسة معينة .

و كما نرى فإن الإلتزام يركز على الاستمرارية و تنفيذ الخطة الموضوعة بدقة ، بينما التحفيز يمنح الشرارة الداخلية و الطاقة التي تحتاجها لتبدأ و تستمر في رحلتك لتحقيق أهدافك .

الإلتزام يساعدك على استمرارية التطور حتى و إن قل الحافز ، أو تغيرت العوامل الخارجية المحيطة بك و زادت التحديات من حولك .

في بعض الحالات .. الإلتزام يمكن أن يعوض غياب الحافز عن طريق خلق روتين يومي و بناء عادات صحية تساعدك أن تظل على المسار الصحيح في غياب الدوافع .

و لهذا السبب يمكننا اعتبار الإلتزام هو قاعدة النجاح الأساسية لأنه يضمن لأي شخص أن النتائج لن تقل عن مستوى معين مهما تغيرت الظروف المحيطة .

الإلتزام يستطيع أن يولد معدلات نجاح من فريق عمل متوسط المهارات أعلى من نتائج فريق ذو مهارة عالية و لكنه غير ملتزم .

خلق بيئة ملتزمة يجعلك متحكم في معظم العوامل الداخلية لحياتك أو للعمل ؛ و بالتالي سيمكنك من التعامل مع العوامل الخارجية بشكل أفضل و أكثر أريحية .

هذا لا يعني أن التحفيز ليس مهماً , و لكنه يأتي بعد الإلتزام ؛ لأن الإعتماد على الإلتزام بشكل منفرد بدون عوامل تشجيعية محفزة قد يتسبب في احتراق القدرة الشخصية و فقدان الشغف على المدى البعيد .

و هنا يأتي دور الإلتزام التحفيزي حيث يكون الدافع الأساسي لك هو إلتزامك ، و إستمرارك على نمط حياتك المنظمة هو الدافع الأساسي لك لتستمر في كسر المزيد من الأرقام القياسية الشخصية ( سنة بدون تدخين ، مائة يوم بدون سكر … إلخ ) ، و هذا هو الفرق بين التحفيز العادي الذي لا تدوم شعلته طويلاً و بين شعلة الإلتزام التحفيزي طويلة الأمد .

بقلم
د / محمد البنداري
Co-Founder Of B.B.A
Bendary Business Academy

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى