أيهما أفضل .. الخطوط العريضة أم الغوص في التفاصيل ؟ بقلم د “محمد البنداري”
( Macro Or Micro )
أيهما أفضل .. الخطوط العريضة أم الغوص في التفاصيل ؟
( Macro Or Micro )
من أكثر الأسئلة الشائعة في طبقة الإدارة العليا للمؤسسات :
ما هو النموذج السائد في إدارة المؤسسات ، الخطوط العريضة أم الغوص في التفاصيل ؟
بداية .. لن تستطيع الإستغناء عن أحدهم و الإعتماد على الآخر بشكل كامل ، و لكن سيكون أحدهما أكثر استخداماً من الآخر على حسب نوعية فريق العمل الموجود تحت إدارتك .
إن كنت تمتلك فريق مديرين مُدرَّب بشكل جيد و على قدر كبير من الخبرة ؛ حينها ستتابع الخطوط العريضة فقط بعقل و قلب مطمئن .
و لكن إن كانت طبقة المديرين التابعة لك بشكل مباشر أقل خبرة ، حينها إن تركت لهم الشق التنفيذي ليديروه بطريقتهم ستواجه العديد من المشاكل التي قد تصل إلى حد الكوارث التي لا يمكن السيطرة عليها في بعض المواقف .
هنا يجب أن تختار نموذجاً إدارياً يجمع بين الطريقتين ، بحيث تهتم بالتفاصيل في الموضوعات ذات الأهمية الكبيرة ، بينما تريح عقلك من كم كبير من التفاصيل في الموضوعات الأقل أهمية التي إن حدثت بها بعض الأخطاء لن تتسبب في مشاكل كبيرة .
هذا النموذج يجب أن لا يستمر للأبد ، و لكن لوقت معين لحين وصول المديرين التابعين لك لمستوى يؤهلهم لإتخاذ القرارت الهامة بشكل صحيح في الوقت المناسب ، أو ليمنحك الوقت بإستبدالهم بمن يستطيعون القيام بهذه المهمة على أكمل وجه دون تدخل منك إلا في أضيق الحدود .
هنا فقط قم بإعطائهم من الصلاحيات ما يؤهلهم لإتخاذ القرارات و القيام بأدوارهم بالشكل الأمثل ، و راقب أداءهم من خلال مقاييس الأداء المختلفة و الإجتماعات الدورية لمتابعة سير العمل و جودة تنفيذ المهام الموكلة إليهم .
النصيحة الأخيرة .. إذا كنت مسئولاً عن مؤسسة ، فأعلم أن مهمتك الأساسية هي وضع الخطوط العريضة و الإتجاه العام الذي تريد للمؤسسة أن تسير فيه ، و على الفريق التنفيذي أن يحوله لخطة يتم تنفيذها على أرض الواقع للوصول للأهداف المراد تحقيقها ، و أن أي تدخل منك في التفاصيل يجب أن يكون لغرض معين و في أضيق الحدود و إلا ستتحول المؤسسة لمنشأة فردية و حينها سيكون أكبر فشل لك لا تتمنى حدوثه .
بقلم
د / محمد البنداري