اخبار محلية

الجامعات والإعلام وتكامل الأدوار

التعليم هو قاطرة النهضة والحضارة لأي دولة أو مجتمع صغير كان أو كبير  ، والبحث العلمي كان أحد أهم أسباب انطلاق العديد من الدول نحو التقدم والنمو الهائل على كل المستويات ، و الجامعات هى مراكز ومنابع الفكر والثقافة فى كل زمان ومكان .

أما الاعلام فهو وسيلة هامة لنقل الفكر والثقافة للجماهير والعامة ، وهناك علاقة وثيقة بين الإعلام والجامعات حيث يعد الاعلام أحد الوسائل الهامة والمساعدة للجامعات فى نشر فكر وثقافة أساتذة الجامعات الى المواطن البسيط والى كل المستويات ، والجامعات المصرية معروف عنها أنها تضم مجموعة من مثقفى ورواد الفكر على مستوى الوطن العربى والعالم ، وجامعات مصر بها أسماء كبيرة لها تأثيرها في المجتمع وبها علماء انتشر علمهم في مشارق الأرض ومغاربها ، جمال حمدان وطه حسين وغيرهما كثيرون ، كيف عرف المجتمع علمائه وكيف عرف العامة دورهم وكيف انتشرت النظريات العلمية ووصلت للمثقفين والعامة ؟ وصلت من خلال الصحف وشاشات التلفزيون ووسائل الاعلام المختلفة

ولكن للأسف الشديد تلاحظ فى الفترة الأخيرة خروج عن هذه القاعدة بل وسعى غريب للنيل من التعليم وبالأخص من الجامعات المصرية العريقة ، ولا ندري هل هو محض صدفة أم عن قصد

ومما يثير الدهشة صدور تصريحات غريبة من بعض القيادات الجامعية ضد بعض العاملين تحت رئاستهم وممن يخضعون لهم إداريا ، ويحق لهم إحالتهم للتحقيق والعقاب اذا ثبت عليهم أي مخالفة ،  بل هو من صميم عملهم كقيادات جامعية

فعلى سبيل المثال هناك تصريح لمسؤول كبير فى أحد كليات جامعة كبرى يعترف فيه ان نحو ثلث رسايل الدكتوراه بكليتة مسروقة من رسايل سابقة ، وتبع ذلك تصريح لرئيس جامعة مرموقة  بوقف الدراسة بأحد الكليات المتخصصة في الدرسات والبحوث البيئية لوجود فساد ونقص فى الكوادر العلمية

وفي الحقيقة لم نسمع يوما أن هناك جامعة أوقفت الدراسة لوجود فساد ونقص الكوادر ، وكان الأولي بالجامعة التفتيش والتحقيق والعقاب واستكمال جوانب النقص أليست إدارة الجامعة هي المسؤلة عن تلك الإجراءات ، وهل نشر مثل هذه الأخبار بشكل عام يفيد التعليم والبحث العلمي أم أنه ينشر حالة سلبية ويسئ لسمعة الجامعات المصرية ،  ثم تمتد المشكلة الى اتهامات الى جامعات آخرى حول اتهامات بسرقة رسايل الدكتورة واتهام أستاذة الجامعات بتحقيق ارباح خيالية

كيف يسمح بنشر أخبار أو اتهامات أو صدور تصريحات تسئ للجامعات المصرية وللتعليم في مصر أليست الجامعات المصرية مصدر دخل للعملة الاجنبية ، أليست الجامعات المصارية هى القوى الناعمة للتطوير والنهضة والاصلاح الاداري والاقتصادي والسياسي ، كيف يتم تشويه الجامعات المصرية بهذه الصورة المبالغ فيها

هل وصلت تصفية الحسابات لهذا الحد ، هل يمكن أن تكون القيادات الجامعية هل السبب في تدمير سمعة الجامعات المصرية ، وكيف يتم استخدام وسائل الاعلام في هذه الفاجعة الكبري

وللأسف الشديد اصبح يتردد الان بين بعض الطلاب العرب الدارسين في الجامعات المصرية ان حكوماتهم تفكر وتبحث فعلا فى سحب الثقة من بعض هذه الجامعات ، وهى خطوة كارثية وفي غاية الخطورة  لانه قد تنتشر بين الدول العربية ،  وقد تمتد لجميع الجامعات المصرية ، هذه احدى النتائج المتوقعة من النشر السلبي لأخبار لا نعلم مدى صحتها ومن المسئول عنها ، ولذلك قد يكون من الضروري على وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات فتح تحقيقات رسمية فى كل الادعاءات السابقة بل واحالتها الى النيابة العامة عند وجود  اتهامات ادارية ليحاسب المقصر ويعاقب المسئول بدلا من تشوية سمعة التعليم العالى فى مصر ام الدنيا والتى علمت العالم كله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى